ثمّ لا نسبة له قبل أولاها ولا بعد أخراها إليه» (١).
قال الشيخ : «واعلم أنّه كما لم تكن الإضافة معنى مركبا يوجب تركيبه ترديدها بين شيئين إن لم يكونا جزءين منها ، كانا أمرين آخرين خارجين عنها هي تتعلق بهما ، كذلك
الأين ومتى لا يجب أن يظن فيهما تركيب بسبب أنّ لكلّ واحد منهما نسبة إلى شيء ؛ فإنّ النسبة ليست المنسوب ولا المنسوب إليه جزءا منها حتى تكون الجملة هي النسبة ، فتكون النسبة حينئذ جزءا لذاتها ، إذ الجملة تحصيل جملة من أشياء ومن الجمع نفسه ، فيكون الجمع كالصورة وهما كالمادة ، والمجموع كالمركب ، والجمع جزءا من المركب كالصورة ، وإذ هذا محال فليس الأين ولا متى مركبا» (٢).
__________________
(١) و (٢) الفصل الخامس من المقالة السادسة من قاطيغورياس الشفاء ١ : ٢٣١ ـ ٢٣٣.