الأوّل : أن يكون الجسم مؤلفا من أجزاء لا تتجزأ متناهية ، وهو مذهب جماعة من قدماء الحكماء وأكثر المتكلّمين.
الثاني : أن يكون مؤلفا من أجزاء لا تتجزأ غير متناهية ، وهو مذهب بعض القدماء من الحكماء والنظّام من المعتزلة (١).
الثالث : كونه غير متألف من الأجزاء بالفعل لكنّه يقبل انقسامات متناهية لا غير ، وهو مذهب الشهرستاني (٢).
الرابع : كونه غير متألف من أجزاء بالفعل لكنّه يقبل انقسامات غير متناهية ، وهو مذهب الجماهير من الحكماء (٣).
احتج مثبتوا الجزء بوجوه (٤) :
__________________
(١) من قدماء الحكماء : انكسافراطيس (٤٠٠ ـ ٣١٤ ق. م) ، كما في المباحث المشرقية ٢ : ١٦ ؛ شرح المواقف ٧ : ٥. وهو تلميذ أفلاطون وصديقه. وقال أبو الحسين الخيّاط : «وإنّما أنكر إبراهيم [النظّام] أن تكون الأجسام مجموعة من أجزاء لا تتجزأ وزعم أنّه ليس من جزء من الأجسام إلّا وقد يقسمه الوهم بنصفين» ، الانتصار : ٣٣.
(٢) في كتاب له سمّاه بالمناهج والبينات ، وذهب إليه الرازي في كتابه الموسوم بالجوهر الفرد ، كما في شرح الإشارات ٢ : ٩ ؛ نقد المحصل : ١٨٣ ؛ كشاف اصطلاحات الفنون ١ : ٢٥٩.
(٣) وهو مذهب الرئيس ابن سينا أيضا تبعا لأرسطوطاليس. وقال في شرح مذهبه : «يجب أن تعلم أنّه قول أرسطو طاليس بانّ الجسم يتجزأ إلى ما لا نهاية ، ليس يعني به أنّه يتجزأ أبدا بالفعل الخ» ، راجع رسالة الأجوبة عن مسائل البيروني ، المسألة الرابعة.
(٤) أنظر الوجوه في الكتب التالية : الفصل الثالث من المقالة الثالثة من طبيعيات الشفاء ١ : ١٨٤ ـ ١٨٨ ؛ المباحثات : ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ؛ المعتبر ٢ : ٢٤ ؛ المباحث المشرقية ٢ : ٣٣ ـ ٣٨ ؛ شرح الرازي على النمط الأوّل من الإشارات ؛ المطالب العالية ٦ : ٢٩ وما يليها ؛ مناهج اليقين : ٢٥ ـ ٢٦ ؛ نقد المحصل : ١٨٤ وما يليها ؛ كشف الفوائد : ٨٣ ـ ٨٥ ؛ شرح المواقف ٧ : ١٣ ـ ٢٠.