فانقسم الزمان والمسافة معا.
السابع (١) : إذا تحركت السفينة إلى جانب وتحرك الراكب فيها إلى خلاف تلك الجهة ، ففي الزمان الذي تتحرك السفينة فيه [بمقدار] جزء : إن تحرك الرجل جزءا ذهب الزائد بالناقص (٢) ووقف في مكانه ، وهذا هو سبب وقوف المتحيّرة (٣). وإن تحرك أكثر من جزء انقسم الزمان فانقسمت المسافة.
الوجه الرابع : ما يتعلق بالأشكال
وهو وجوه :
الأوّل (٤) : الجزء متناه فهو مشكّل يحيط به حد واحد أو حدود ، فإن أحاط به حدّ كان كرة ، والكرات إذا انضم بعضها إلى بعض حصلت الفرج فيما بينها ، فإن اتسعت الأجزاء ملئت بها ، وعلى كلّ حال تبقى الفرج التي هي أصغر من تلك الأجزاء ، فينقسم الجزء. وإن أحاط به حدود ، كالمثلث والمربع مثلا كانت جانب الزاوية أقلّ من جانب الضّلع ، فانقسم.
وفيه نظر ، فإنّ المتناهي إنّما يصدق على ذي مقدار وبعد ، وليس الجوهر الفرد كذلك فإنّه نفسه نهاية فلا تكون له نهاية من حيث إنّه نهاية ، ولا وصف له غير كونه نهاية.
الثاني (٥) : القول بوجود الدائرة الحقيقية مع القول بثبوت الجوهر الفرد ممّا لا
__________________
(١) المصدر نفسه : ١١٢.
(٢) في النسخ : «كالناقص» وما أثبتناه من المطالب العالية.
(٣) في المطالب العالية : «وهذا هو السبب في وقوف الكواكب المتحيّرة في الرؤية».
(٤) راجع المطالب العالية ٦ : ١٣٧ ؛ المباحث المشرقية ٢ : ٢٤.
(٥) راجع المباحث المشرقية ٢ : ٢٦ ؛ المطالب العالية ٦ : ١٣١ ـ ١٣٦ ؛ شرح المواقف ٧ : ٣١.