أجزائه خاليا عن تلك الصورة دون البعض.
والأوّل لا يخلو إمّا أن يتغير حالها عند الاجتماع عمّا كانت عليه حالة الانفراد ، أو لا يتغير. فإن لم يتغير لم يحصل بالاجتماع إلّا الزيادة في العدد والمقدار ولم تحصل تلك الصورة النوعية ، فلا تكون للجسم تلك الصورة البتة ، هذا خلف.
وأمّا إن كان اجتماع الأجزاء يوجب حصول الصورة للمجموع ، فتلك الصورة الحاصلة بالامتزاج فاشية في الكل ، وهو المطلوب.
وأيضا امتزاج تلك الأجزاء لا يفيد صورة أخرى إلّا إذا كانت مختلفة الطبائع ، فتكون لكلّ جزء منها طبيعة خاصة وكلّ ما يفرض في ذلك الجسم من الأجزاء فله تلك الطبيعة. فالانقسام الوهمي والذي بحسب اختلاف الأعراض الإضافية لا يخرج الجزء الصغير عن طبيعة الجزء الكبير.
وأمّا إذا كان الانقسام فكّيا تعذر حفظ الجسم مع افراطه في التصغّر صورته النوعية لاستيلاء ما يحيط به عليه وضعف قوته لصغره عن دفع المضاد له خصوصا مع عظمه وزيادة قوته عليه ، فينتقل إلى طبيعة المجاور بسرعة ، والاستقراء يحققه.
وأمّا الانقسام بالأعراض الحقيقة كالبلقة ، فكالانفكاكي في التناهي.
فبطل بهذا قول من قال : إنّ أصغر أجزاء الأرض أكبر من أصغر أجزاء النار ؛ لأنّ تلك النار إذا انقلبت أرضا لم يجب أن يكون ذلك عند الأرض حتى يتصل بها ، فإنّ كثيرا من العناصر تعرض له الاستحالة في غير حيّزه الطبيعي ، وإذا صار ذلك الجزء الصغير من النار أرضا صار أصغر ممّا كان ، لأنّ الخمود يصغره أيضا ، فيكون وهو أرض أصغر من الجزء الذي فرضناه أصغر من الأجزاء الأرضية ، وذلك محال.