أنّها ليست بأجزاء للجسم ، لأنّ التحيز صفة للجسم» (١).
وفيه نظر ، بانّهم صرّحوا بأنّ الطعوم وغيرها من الأعراض التي عدّوها أعراضا لا جواهر ، فلزمهم المحال ـ الذي ذكره أوّلا ـ وثبوت الدور ؛ لأنّ العرض مفتقر إلى الجسم فالمجموع من الأعراض أولى بالافتقار ، والجسم مفتقر إلى جزئه.
وأمّا الفرقة الثانية (٢) ، فإنّهم ذهبوا إلى أنّ الجسم مؤلف من الهيولى ، وهي الجوهر القابل ومن الصورة الجسمية ، وهي الاتصال والامتداد ، على معنى أنّ الجسمية حالّة في محل ومجموع ذلك الحالّ والمحلّ هو الجسم.
__________________
(١) نقد المحصل : ١٨٩.
(٢) وهم الفلاسفة. المصدر نفسه : ١٨٨.