الشيء سواء كان التأخّر بالذات أو بالزمان. وهذه مقدمة بيّنة.
المقدمة الثانية : الشيء الذي يكون مع المتأخر عن ثالث يجب أن يكون متأخرا عن الثالث. وقد نص الشيخ في الإشارات على هذه المقدمة في عدة مواضع :
الأوّل : في هذه المسألة (١).
الثاني : في النمط الثاني في بيان أنّ محدد الجهات متقدم بالوجود على الأجسام المستقيمة الحركة. قال : لأنّ محدد الجهات متقدم على الجهات وهي إمّا مع الأجسام المستقيمة الحركة أو متقدمة عليها والمتقدّم على المع متقدم (٢).
الثالث : استعملها أيضا في النمط السادس ، حيث بيّن أنّ الحاوي لو كان متقدما على المحوي الذي هو مع عدم الخلاء لكان متقدما على عدم الخلاء (٣).
ثمّ زعم (٤) هناك أنّ الفلك الحاوي الذي هو مع العقل المتقدم على الفلك المحوي غير متقدم على الفلك المحوي ، فخرج منه أنّ ما مع القبل بالذات لا يجب أن يكون قبل ، وما مع البعد يجب أن يكون بعد ، والفرق مشكل.
قال أفضل المحقّقين : «المعية تطلق على المتلازمين اللّذين يتعلق أحدهما بالآخر إمّا من حيث التصور أو من حيث الوجود ، كالجسمية المتناهية والتشكل في الوجود وكالجسم المستقيم الحركة والجهة التي يتحرك فيها ذلك الجسم أيضا في
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) شرح الإشارات ٢ : ١٨١ ـ ١٨٢. ونص العبارة من الطوسي في المصدر نفسه : ١٢٧ ، مع تصرفات من العلّامة. فمحدد الجهات متقدم على الأجسام المستقيمة الحركة إمّا على تقدير تقدم الجهات ، فلانّ المتقدم على المتقدم متقدم ، وإمّا على تقدير معيتها فلانّ المتقدم على المع متقدم.
(٣) المصدر نفسه : ٢٢٢ ـ ٢٢٣.
(٤) هذه العبارة من الرازي ، المصدر نفسه ٢ : ١٢٧.