وسار في عرضها عاسفا خابطا.
وانما تلويحه عليهالسلام ، بل تصريحه بذم الشورى ، والانفة من اقترانه من لا يساويه ولا يضاهيه ، فهو كثير التردد في كلامه عليهالسلام ، ثم خبر بأنه فعل ذلك كله مقاربة ومساهلة واستصلاحا وسماحا.
فقال عليهالسلام : «لكن (١) أسففت إذ أسفوا ، وطرت إذ طاروا» يقال : سف الطائر بغير ألف وأسف الرجل الى الأمر إذا دخل فيه بالألف لا غير.
قول عليهالسلام : «فمال رجل لضغنه ، وأصغى آخر لصهره» (٢) وانما أراد المائل إلى صهره عبد الرحمن بن عوف الزهري فإنه كان بينه وبين عثمان مصاهرة معروفة ، فعقد له الأمر ومال إليه بالمصاهرة ، والذي مال اليه لضغنه انما هو سعد بن أبي وقاص الزهري ، فإنه كان منحرفا عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو أحد من قعد عن بيعته في وقت ولايته.
وأما لفظة «هن» فان العرب تستعملها في الأمور العظيمة الشديدة ، يقولون : جرت هنة وهنات.
وقوله عليهالسلام : «الى أن قام ثالث القوم» يعني عثمان «نافجا حضنيه» فالنفج والنفح بمعنى واحد ، والحضن هو الصدر والعضدان وما بينهما ، ومنه حضنت الصبي حضنا وحضانة ، والحضن أيضا أصل الحبل.
ومعنى «بين نثيله ومعتلفه» أي بين الموضع الذي يأكل فيه.
وقوله عليهالسلام : «وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم (٣) الإبل نبتة الربيع» والخضم أقوى من القضم ، وتعمل فيه الأشداق ، ويكون في الأكثر
__________________
(١) في النهج : لكني.
(٢) في النهج : فصغا رجل منهم لضغنه ، ومال الأخر لصهره.
(٣) في النهج : خضمة.