بسم الله الرّحمن الرّحيم
(مسألة في حكم الباء في قوله تعالى (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ)
ليس يمتنع القول من دخول الباء وان لم يقتض التبعيض في أصل اللغة ، وانما إذا دخلت لغير أن يعدى الفعل بها وعريت من فائدة من لم يحمل على افادة التبعيض أن تحمل عليه.
فيقال في قوله تعالى (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ)(١) معلوم أن الباء ما دخلت هاهنا لتعدية الفعل الى المفعول ، لانه متعد بنفسه ، ومحال أن يكون وجودها كعدمها ، فيجب حملها على افادة التبعيض ، والا لكان دخولها عبثا.
فان قيل : ألا دخلت للتأكيد إذا أريد به أنه يفيد ما أفاده المؤكد من غير زيادة عليه كان عبثا ، ويكلمنا على ما يغن (٢) ضربه من قولهم «جاء زيد نفسه»
__________________
(١) سورة المائدة : ٦.
(٢) ظ : يغني.