أن تكون صلاته فاسدة ، ومن أفتى من أصحابنا بخلافه كان غير مصيب.
المسألة الخامسة :
هل يدل الفعل المرتب المنسق على كون فاعله عالما
إذا كان وجود الفعل مرتبا منسقا دالا على كون فاعله عالما ، وكان الكلام من جملة الأفعال ، فيجب أن يكون وقوعه مرتبا على المعاني المعقولة ، دالا على كون فاعله عالما بما قصده من المعاني ، ولذلك يفرق بين الكلام المفيد المقصود وبين الهذيان.
ويعلم تكامل العلوم لأجل المتكلمين واختلالها في الأخر ، وجب لهذا الاعتبار الحكم لكل متكلم بكلام مرتب متسق محترز من التخليط محروس من القدوح ، مقصود به العبارة عن الأدلة دون المشبه بكونه عالما بما تضمنه كلامه من المعاني.
ولذلك يفرق كل انس (١) فالعلم بين عبارة المقلد للعلماء الحاكي لعباراتهم ، وبين العالم المضطلع لما يجد العالم عليه من القدرة على إفهام ما عبرته عن الأدلة والسنة من العبارات المرتبة مستطيعا لإسقاط ما يعترض كلامه من القدح ، وبعد ذلك أجمع على المقلد الحاكي بعبارات العلماء عن الأدلة القاطعة.
وظهور هذا يقتضي القطع على ايمان من علمناه معبرا عن المعارف على الوجه الذي بينا كون المتكلم بها عالما [و] في ذلك خلاف لما امتنع منه جميع المتكلمين من القول بالقطع على الايمان (٢) من ينص الله تعالى على ايمانه ، لانسداد طريق العلم عندهم عن كل محدث يكون غيره عالما. ودلالة
__________________
(١) ظ : إنسان عالم بين.
(٢) ظ : ايمان.