ونفسه ، فالعلم (١) بالمراد من الخطاب. وان كان ليس من أهل العربية ، فلا بد من الرجوع الى أهلها فيما يحتاج الى علمه حتى يتم له العلم بالمراد من الخطاب.
وعلى هذا الوجه الذي أشرنا إليه يعلم الأعاجم مراد الله تعالى بخطاب القرآن ومراد العرب بخطابهم لهم وجوازهم (٢). ويعلم أيضا العربي مراد العجمي في خطابه له. وهذه جملة كافية.
المسألة الرابعة
حكم الكافرين العارفين وغيرهم
ما حكم المكلفين الذين دعاهم رسول الله صلىاللهعليهوآله بنفسه عنه (٣) ، فأبوا الإجابة. إذا كانوا عارفين بالله تعالى وصفاته وعدله أم لم يكونوا كذلك ، فان كانوا عارفين وجب أن يستحقوا بمعرفتهم الثواب ، وذلك ينافي كونهم كفارا بترك إجابته صلىاللهعليهوآله على أصولكم في القول بفساد الحابط.
وان كانوا غير عارفين ، فالواجب تقديم دعواهم وترتيب الأدلة عليهم ، من أعماق النظر فيها قبل الدعوة الى الشرائع التي هي فرع لها وألطاف فيها. وإيجاب اللطف مع الجهل بما هو لطف فيه لا يصح.
ولان صحتها موقوفة على تقدم المعرفة بمن يتوجه بها اليه.
__________________
(١) ظ : في العلم.
(٢) ظ : وجوابهم.
(٣) الظاهر زيادة «عنه».