يَكْسِبُونَ)(١) فنفى عن نفسه أن يكون كفرهم من عنده تعالى.
وقال عزوجل (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ)(٢) وقال تعالى (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً)(٣) فلو كان الله فعل الكيد والمكر بالنبي صلىاللهعليهوآله كان قد مكر بنبيه وكاده ، تعالى الله عن ذلك.
وقال تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ)(٤) ولو كان اتخاذهم الولد فعل الله كان قد اتخذ ولدا ، ولو كان قد فعل عباده فعله كان له شريك في الملك ، تعالى عن ذلك.
ولو قصدنا الى استقصاء ما يدل على مذهبنا في أن الله لم يفعل الظلم والجور والكذب وسائر أفعال العباد لطال بذلك الكتاب ، وفيما ذكرناه كفاية ، والحمد لله رب العالمين.
[الأخبار المانعة من نسبة الشر الى الله تعالى (٥)]
وأما ما روي عن النبي (ص) من اضافة الحسن الى الله والسوء الى العباد ما روي عن أبي أمامة الباهلي (٦) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اضمنوا لي أشياء أضمن لكم الجنة. قالوا : وما هي يا رسول الله؟ قال : لا تظلموا عند
__________________
(١) سورة البقرة : ٧٩.
(٢) سورة الأنفال : ٣٠.
(٣) سورة الطارق : ١٥.
(٤) سورة الإسراء : ١١١.
(٥) الزيادة من مط.
(٦) أبو أمامة الباهلي واسمه صدى بن عجلان الصحابي ، كان من المشاهير سكن مصر ثم حمص وبها توفي سنة ٨١ ، وهو آخر من توفى من الصحابة بالشام. (أسد الغابة : ٥ / ١٣٨).