الأمة من الشيعة الإمامية وجمهور أصحاب الشافعي أن الصلاة تبطل بتركه وهل مثل هذه الفضيلة لمخلوق سواهم أو تتعداهم؟.
ومما يمكن الاستدلال به على ذلك أن الله تعالى قد ألهم جميع القلوب وغرس في كل النفوس تعظيم شأنهم وإجلال قدرهم على تباين مذاهبهم واختلاف دياناتهم ونحلهم ، وما اجتمع هؤلاء المختلفون المتباينون مع تشتت الأهواء وتشعب الآراء على شيء كإجماعهم على تعظيم من ذكرناه واكبارهم انهم (١) يزورون قبورهم ويقصدون من شاحط البلاد وشاطئها (٢) مشاهدهم ومدافنهم والمواضع التي وسمت (٣) بصلاتهم فيها وحلولهم بها وينفقون في ذلك الأموال ويستنفدون الأحوال ، فقد أخبرني من لا أحصيه كثرة أن أهل نيسابور ومن والاها من تلك البلدان يخرجون في كل سنة الى طوس لزيارة الامام أبي الحسن علي ابن موسى الرضا صلوات الله عليهما بالجمال الكثيرة والأهبة (٤) التي لا توجد مثلها الا للحج الى بيت الله (٥).
وهذا مع المعروف من انحراف أهل خراسان عن هذه الجهة وازورارهم (٦) عن هذا الشعب ، وما تسخير هذه القلوب القاسية وعطف هذه الأمم البائنة (٧)
__________________
(١) في المصدر : فإنهم.
(٢) شحط البلاد : بعد. وشاطئ البلاد : أطرافها وفي نسخة : [شاطنها] من شطن الدار : بعد.
(٣) في نسخة : رسمت.
(٤) في نسخة من الكتاب وفي المصدر : الاهب.
(٥) في المصدر : الى بيت الله الحرام وهذا مع ان.
(٦) اى انحرافهم.
(٧) في المصدر : الأمم النائية.