الا كالخارق للعادات والخارج عن الأمور المألوفات ، والا فما الحامل للمخالفين لهذه النحلة المنحازين عن هذه الجملة (١) على أن يراوحوا هذه المشاهد ويغادوها ويستنزلوا عندها من الله تعالى الأرزاق ويستفتحوا الأغلال (٢) ويطلبوا ببركاتها (٣) الحاجات ويستدعيه والا فعلوا ذلك فيمن يعتقدونهم ، وأكثرهم يعتقدون إمامته وفرض طاعته ، وأنه في الديانة موافق لهم غير مخالف ومساعد غير معاند.
ومن المحال أن يكونوا فعلوا ذلك لداع من دواعي الدنيا ، فان الدنيا عند غير هذه الطائفة موجودة وعندها هي مفقودة ولا لتقية واستصلاح فإن التقية هي فيهم لا منهم ولا خوف من جهتهم ولا سلطان لهم وكل خوف انما هو عليهم فلم يبق إلا داعي الدين ، وذلك هو الأمر الغريب العجيب الذي لا ينفذ في مثله الا مشية الله (٤) ، وقدرة القهار التي تذلل الصعاب وتقود بأزمتها الرقاب.
وليس لمن جهل هذه المزية أو تجاهلها وتعامى عنها وهو يبصرها أن يقول : ان العلة في تعظيم غير فرق الشيعة لهؤلاء القوم ليست ما عظمتموه وفخمتموه وادعيتم خرقه للعادة وخروجه من الطبيعة ، بل هي لأن هؤلاء القوم من عترة النبي صلىاللهعليهوآله ، وكل من عظم النبي صلىاللهعليهوآله فلا بد من أن يكون لعترته (٥) وأهل بيته معظما مكرما ، وإذا انضاف إلى القرابة الزهد وهجر الدنيا والعفة والعلم زاد الإجلال والإكرام لزيادة أسبابهما.
__________________
(١) في نسخة : عن هذه الجهة.
(٢) في المصدر : ويستفتحوا بها الأغلال.
(٣) في نسخة : ببركاتها.
(٤) في نسخة : خشية الله.
(٥) في نسخة : لأهل بيته وعترته.