والجواب عن هذه الشبهة الضعيفة أن شارك (١) أئمتنا عليهمالسلام في حسبهم ونسبهم وقراباتهم من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غيرهم ، وكانت لكثير منهم عبادات ظاهرة وزهادة في الدنيا بادية وسمات جميلة وصفات حسنة من ولد أبيهم عليه وآله والسلام ومن ولد العباس (٢) رضوان الله عليه ، فما رأينا من الإجماع على تعظيمهم وزيارة مدافنهم والاستشفاع بهم في الأغراض والاستدفاع بمكانهم للاعراض والأمراض ، وما وجدنا مشاهدا معاينا في هذا الشراك (٣).
ألا فمن ذا الذي أجمع على فرط إعظامه وإجلاله من سائر صنوف العترة في هذه الحالة يجري مجرى الباقر والصادق والكاظم والرضا صلوات الله عليهم أجمعين ، لان من عدا من ذكرناه من صلحاء العترة وزهادها ممن يعظمه فريق من الأمة ويعرض عنه فريق ، ومن عظمه منهم وقدمه لا ينتهي في الإجلال والإعظام إلى الغاية التي ينتهي إلهيا من ذكرناه.
ولو لا أن تفصيل هذه الجملة ملحوظ معلوم لفصلناها على طول ذلك ولا سمينا من كنينا عنه ونظرنا بين كل معظم مقدم من العترة ليعلم أن الذي ذكرناه هو الحق الواضح ، وما عداه هو الباطل الماضح (٤).
وبعد فمعلوم ضرورة أن الباقر والصادق ومن وليهما من الأئمة (٥) صلوات الله عليهم أجمعين كانوا في الديانة والاعتقاد (٦) وما يفتون من حلال وحرام على
__________________
(١) في المصدر : [ان قد شارك] وفيه : وقرابتهم.
(٢) ومن ولد عمهم العباس.
(٣) في نسخة [الاشتراك] وفي المصدر : في هذا الاشتراك والا.
(٤) مضح عرضه : شانه وعابه. مضح عنه : ذب.
(٥) في المصدر : من أئمة أبنائهما.
(٦) في نسخة : والاجتهاد.