خلاف ما يذهب اليه مخالفو الإمامية ، وان ظهر شك في ذلك كله فلا شك ولا شبهة على منصف في أنهم لم يكونوا على مذهب الفرقة المختلفة المجتمعة (١) على تعظيمهم والتقرب الى الله تعالى بهم.
وكيف يعترض ريب فيما ذكرناه؟ ومعلوم ضرورة أن شيوخ الإمامية وسلفهم في تلك الأزمان كانوا بطانة للصادق (٢) والكاظم والباقر عليهمالسلام وملازمين لهم ومتمسكين بهم ، ومظهرين أن كل شيء يعتقدونه وينتحلونه ويصححونه أو يبطلونه فعنهم تلقوه ومنهم أخذوه ، فلو لم يكونوا عنهم بذلك (٣) راضين وعليه مقرين لأبوا عليهم نسبة تلك المذاهب إليهم وهم منها بريئون خليون ، ولنفوا ما بينهم من مواصلة ومجالسة وملازمة وموالاة ومصافاة ومدح وإطراء وثناء ، ولا بدلوه بالذم واللوم والبراءة والعداوة ، فلو لم يكونوا عليهمالسلام لهذه المذاهب معتقدين وبها راضين (٤) لبان لنا واتضح ، ولو لم يكن الا هذه الدلالة لكفت وأغنت.
وكيف يطيب قلب عاقل أو يسوغ في الدين لأحد أن يعظم في الدين من هو على خلاف ما يعتقد أنه الحق وما سواه باطل ، ثم ينتهي في التعظيمات والكرامات إلى أبعد الغايات وأقصى النهايات ، وهل جرت بمثل هذا (٥) عادة أو مضت عليه سنة؟.
أو لا يرون أن الإمامية لا تلتفت الى من خالفها من العترة وحاد عن جادتها
__________________
(١) في نسخة : [المجمعة] وهو الموجود في المصدر.
(٢) [بطانة للباقر والصادق ومن وليهما] وهو الموجود في المصدر.
(٣) في المصدر : فلو لم يكونوا بذلك.
(٤) في المصدر : فلو لم يكن انهم عليهمالسلام لهذه المذاهب معتقدون وبها راضون.
(٥) في المصدر : بمثل ذلك.