ولا يخفى ان المراد من الخطاب هو لفظة يا في قوله يا ايها المؤمنون وكذا يكون النزاع لغويا اذا قيل هل يصح توجه الكلام للموجودين والغائبين أم لا أى يبحث هل يتوجه كلام النبى الى الموجودين والمعدومين أم لا ولما لم يكن بعض الكلام بصورة الخطاب لكن يصح اطلاق الخطاب عليه من جهة توجه هذا الكلام من النبى الى الناس. وأما اذا كان النزاع في عموم الالفاظ الواقعة عقيب اداة الخطاب أى هل تكون هذه الالفاظ بعمومها شاملة للغائبين والمعدومين فهذا النزاع لغوى وكذا النزاع لغوى اذا بحث ان يا للخطاب هل يكون هذا الخطاب قرينة على كون التكليف مختصا للحاضرين أم لا.
قوله اذا عرفت هذا فلا ريب في عدم صحة تكليف المعدوم عقلا الخ.
اذا عرفت محل النزاع ظهر لك ان التكليف لا يصح للمعدوم عقلا لان الخطاب انما يكون عقلا لمن يمكن التفهيم له والظاهر ان المعدومين لم يكونوا قابل للتفهيم.
واعلم ان التكليف على قسمين اى حقيقى وانشائى والمراد من التكليف الحقيقى ما يكون فيه البعث والزجر عن المولى أى كانت الارادة والكراهة عن المولى فيه فيثبت هذا التكليف ضرورة للموجودين لا المعدومين لان التكليف الحقيقى مشروط بوجود الموضوع ولم يكن المعنى للبعث والزجر من دون وجود الموضوع أى لم يكن المعنى للارادة والكراهة من دون وجود المكلف وأما التكليف يكن المعنى للارادة والكراهة من دون وجود المكلف وأما التكليف الانشائى فهو جعل القانون ولم يكن فيه الارادة والكراهة عن