والجواب عن الأوّل من وجهين :
الأوّل : لا يمنع أن يكون الله تعالى هو الناسخ لذلك من حيث إنّه فعل السّبب المؤثّر ، وهو الشمس والريح المؤثّرين في تلك الإزالة ، ويكونان أيضا ناسخين ، لاختصاصهما بذلك التأثير.
الثاني : أهل اللّغة إنّما أخطئوا في إضافة النسخ إلى الشّمس والريح ، ونحن إنّما تمسّكنا بإطلاقهم لفظ النسخ على الإزالة ، لا بإسنادهم إلى غير الله تعالى.
وعن الثاني : النّقل أخصّ من الزوال ، لأنّ وجود النقل يستلزم عدم صفة ، وحصول أخرى عقيبهما ، فإذن مطلق العدم أعمّ من عدم يحصل عقيبه شيء آخر ، وإذا دار اللّفظ بين العامّ والخاصّ ، كان جعله حقيقة في العامّ أولى. (١)
واعترض : بمنع كون الإزالة أعمّ ، لأنّ النقل كما استلزم إعدام صفة وتجدّد أخرى ، كذا الإزالة لأنّها [هي] الإعدام ، (٢) وهو يستلزم زوال صفة الوجود وتجدّد صفة العدم ، وهما [صفتان] متقابلتان ، مهما انتفت إحداهما تحقّقت الأخرى ، وإذا تساويا عموما وخصوصاً ، فلا أولويّة.
وبالجملة فالبحث في ذلك راجع إلى اللّغة.
__________________
(١) الاستدلال مذكور في الإحكام للآمدي ، ثمّ اعترض عليه كما سيوافيك.
(٢) في «ج» : لأنّها للإعدام.