يعطيها القرآن لهذه المسألة تحكي عن هذا المعنى.
ولكن ممّا لا شك فيه أنَّ الافراط في اكل اللحوم شيءٌ مذمومٌ في نظر الإسلام ومن وجهة النظر الطبية أيضاً.
وأشار في الجزء الرابع والأخير من هذه الآية إلى الاستفادة من الحيوانات للركوب. فيقول : (وَعَلَيْهَا وَعَلىَ الْفُلْكِ تُحْمَلُوْنَ).
فقد كانت هذه الحيوانات على الدوام خير وسيلةٍ للحمل والركوب ، واليوم في عصر السيارات والشاحنات لم يستغنِ البشر أيضاً عن وجود هذه الحيوانات للركوب وحمل الأمتعة ، لا سيما في بعض المناطق الجبلية والطرق التي لا يمكن استغلال وسائط النقل الحديثة فيها ، فيستفاد من الحيوانات في الحمل والنقل فهنالك حيوانات كالبغال تعتبر افضل وسيلةٍ لارسال العتاد إلى جبهات الحرب على اعالي الجبال الوعرة ، ولولاها لاصبح من الصعوبة السيطرة على الجبال الشاهقة الواسعة.
وبهذا فقد أودعَ الباري تعالى فوائد جمّة في هذه الحيوانات ، وبيَّنَ آثار عظمته وفضله على الإنسان من خلالها.
واللطيف أنَّ الحيوانات جاءت في هذه العبارة من الآية في مقابل السفن وهذا دليلٌ على انّها بمثابة سفن في اليابسة! (١).
وفي الآية السادسة وكتعريفٍ بالذات الإلهيّة ، أو ذكر النِّعم التي تجُّر الإنسان إلى معرفته ، أشار إلى مايستفيده الإنسان من جلود واصواف الحيوانات ، فيقول : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً).
ثم يضيف : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَومَ ظَعْنِكُمْ ويَومَ إِقامَتِكُم).
أجل .. فالبيوت الثابتة لا تُلبي حاجةَ الإنسان باستمرار ، ففي الكثير من الحالات يحتاج الإنسان إلى بيوت متنقلةٍ كي يستطيع حملها ونقلها بسهولة وتقاوم في نفس الوقت
__________________
(١) وورد ما يشابه هذا المضمون في الآيات ٥ إلى ٨ من سورة النحل حيث يشير إلى المنافع المتعددة للحيوانات.