وقوله تعالى : (نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ)(١) سماه ريبا من حيث إنّه يشكّ فى وقت حصوله ، لأنّه مشكوك فى كونه. فالإنسان أبدا فى ريب المنون من جهة وقته لا من جهة كونه. قال الشاعر :
النّاس قد علموا أن لا بقاء لهم |
|
لو أنّهم عملوا مقدار ما علموا! |
والارتياب يجرى مجرى الإرابة. ونفى عن المؤمنين الارتياب فقال : (وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ)(٢) ، وقال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا)(٣).
والرّيبة : اسم من الرّيب ، قال تعالى : (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ)(٤) ، أى يدلّ على دغل وقلّة يقين منهم.
وريش الطّائر معروف. وقد يختصّ بالجناح من بين سائره ، ولكون الرّيش للطائر كالثياب للإنسان استعير للثياب ، قال تعالى : (لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً)(٥). ورشت السّهم أريشه : جعلت عليه الرّيش. واستعير لإصلاح الأمر فقيل : رشت فلانا فارتاش : أى حسن حاله. قال (٦) :
فرشنى بخير طالما قد بريتنى |
|
فخير الموالى من يريش ولا يبرى |
__________________
(١) الآية ٣٠ سورة الطور
(٢) الآية ٣١ سورة المدثر
(٣) الآية ١٥ سورة الحجرات
(٤) الآية ١١٠ سورة التوبة
(٥) الآية ٢٦ سورة الأعراف
(٦) أى عمر بن حباب كما فى اللسان (ريش) ، وفى شرح القاموس : سويد الانصارى