/ ورأى إذا عدى إلى مفعولين اقتضى معنى العلم. ويجرى أرأيت مجرى أخبرنى ، ويدخل عليه الكاف ويترك التّاء على حاله مفتوحة فى التثنية والجمع والتأنيث ، تقول : أرأيتك ، أرأيتكما ، أرأيتكم ، قال تعالى : (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ)(١) ، وفيه معنى التّنبيه.
والرّأى : اعتقاد النفس أحد النّقيضين عن غلبة الظنّ ، وعلى هذا قوله تعالى : (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ)(٢) ، أى يظنونهم بحسب مقتضى مشاهدة العين مثليهم ، تقول : فعل ذلك رأى عين.
الرّويّة والتروية : التفكّر فى الشىء ، والإمالة بين خواطر النفس فى تحصيل الرّأى. والمرئيّ : المتفكر.
وإذا عدّى رأيت بإلى اقتضى معنى النظر المؤدّى إلى الاعتبار ، نحو : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ)(٣) ، وقوله : (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ)(٤) أى بما علّمك وعرّفك.
والرّاية (٥) : العلامة المنصوبة للرؤية. وأرأى : صار له رئىّ من الجنّ. وهو جنىّ يرى فيحبّ. والرّؤيا : ما رأيته فى منامك ، والجمع رؤى كهدى ، وقد تخفّف الهمزة من الرّؤيا فيقال بالواو.
__________________
(١) الآية ٦٢ سورة الاسراء
(٢) الآية ١٣ سورة آل عمران
(٣) الآية ٤٥ سورة الفرقان
(٤) الآية ١٠٥ سورة النساء
(٥) جعل الراية من المهموز ، وقد تبع فى هذا الراغب ، وخالف فى القاموس فجعلها يائية العين واللام. وقد يشهد للراغب ما ذكره فى القاموس : أرأيت الراية : ركزتها. ولكن ابن سيده يقول : «وهمزه عندى على غير قياس وانما حكمه ، أريتها ، كما فى التاج. وعلى مذهب الراغب يكون الهمز على القياس. والجوهرى يجعل الراية من (روى). وانظر التاج.