وقوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا)(١) ، يقال : إنّه خوطب به ليلة أسرى به ، فجمع بينه وبين الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ فأمّهم ، وصلّى بهم ، فقيل له : فسلهم. وقيل : معناه : سل أمم من أرسلنا ، فيكون السّؤال هاهنا على جهة التقرير. وقيل : الخطاب للنبىّ صلىاللهعليهوسلم والمراد به الأمّة ، أى وسلوا ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ)(٢).
وقوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ)(٣) أى لا يسأل سؤال استعلام ، لكن سؤال تقرير وإيجاب للحجّة عليهم. وقوله تعالى : (وَعْداً مَسْؤُلاً)(٤) هو قول الملائكة : / (رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ)(٥) وقوله : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ)(٦) أى دعا داع ، يعنى قول نضر بن الحارث (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ)(٧) الآية. والباء فى (بِعَذابٍ) بمعنى عن ، أى عن عذاب.
ورجل سؤلة ـ مثال تؤدة ـ : كثير السّؤال. وأسألته سؤلته ومسألته : أى قضيت حاجته. وتساءلوا ، أى سأل بعضهم بعضا. وقرأ الكوفيون (٨)
__________________
(١) الآية ٤٥ سورة الزخرف
(٢) أول سورة الطلاق
(٣) الآية ٣٩ سورة الرحمن
(٤) الآية ١٦ سورة الفرقان
(٥) الآية ٨ سورة غافر
(٦) أول سورة المعارج
(٧) الآية ٣٢ سورة الأنفال
(٨) هم عاصم وحمزة والكسائى