متشابه من جهة اللفظ فقط ، ومتشابه من جهة المعنى فقط ، ومتشابه من جهتهما.
فالمتشابه من اللّفظ ضربان : أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة ، وذلك إمّا من جهة غرابته ؛ نحو : الأب (١) و (يَزِفُّونَ)(٢) ، وإمّا من مشاركة فى اللّفظ ؛ كاليد (٣) والعين (٤).
والثّانى يرجع إلى جملة الكلام المركّب ؛ وذلك ثلاثة أضرب :
ضرب لاختصار الكلام ؛ نحو قوله : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ)(٥).
وضرب لبسط الكلام ، نحو : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(٦) ، لأنّه لو قيل : ليس مثله شىء كان أظهر للسّامع.
وضرب لنظم الكلام ، نحو : (أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً)(٧) ، تقديره : الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا.
والمتشابه من جهة المعنى أوصاف الله عزوجل ، وأوصاف القيامة. فإنّ تلك الصّفات لا تتصوّر لنا ، إذ كان لا يحصل فى نفوسنا صورة ما لم نحسّه ، أو لم يكن من جنس ما نحسّه.
__________________
(١) فى الآية ٣١ سورة عبس.
(٢) الآية ٩٤ سورة الصافات.
(٣) نطلق اليد على العضو المعروف ، وعلى الجاه والقوة والقدرة ، وتطلق العين على الجارحة المبصرة وعلى عين الماء.
(٤) الآية ٣ سورة النساء.
(٥) الآية ١١ سورة الشورى.
(٦) الآيتان ١ ، ٢ من سورة الكهف.