منه ؛ لأنّ الجهل قد يكون عدم العلم بالنّقيضين رأسا. وكل شكّ جهل ، وليس كلّ جهل شكّا.
وأصله إمّا من شككت الشىء : خزقته (١). قال (٢) :
وشككت بالرّمح الأصمّ لهاته |
|
ليس الكريم على القنا بمحرّم |
وكأنّ الشكّ الخزق فى الشىء ، وكونه بحيث لا يجد الرّأى مستقرّا يثبت فيه ، ويعتمد عليه. ويجوز أن يكون مستعارا من الشكّ وهو لصوق العضد بالجنب ، وذلك أن يتلاصق النقيضان فلا مدخل للفهم والرّأى ليتخلّل ما بينهما ، ويشهد لهذا قولهم : التبس الأمر ، واختلط ، وأشكل ، ونحو ذلك من الاستعارات.
__________________
(١) فى الأصول : «خرقته» وما أثبت عن التاج فى نقله عبارة الراغب ، والخزق : الطعن.
(٢) أى عنترة فى معلقته. والمعروف فى الرواية «ثيابه» فى مكان «لهاته». واللهاة : اللحمة المشرفة على الحلق.