وأعاد به الشكر مشكورا ؛ كقوله : (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)(١). ورضى الرّبّ عن عبده كقوله : (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)(٢). وقلّة أهله فى العالمين على أنّهم من خواصّه.
وفى الصّحيح عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «أنّه قام حتى تورّمت قدماه. فقيل له : تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك [وما تأخّر]؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا (٣)»!. وقال لمعاذ : «يا معاذ إنّى أحبك. فلا تنس أن تقول فى دبر كلّ صلاة : اللهمّ أعنّى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (٤)». وفى الترمذى من بعض دعائه المشهور : «ربّ اجعلنى لك شكّارا ، لك ذكّارا ، لك رهّابا لك مطواعا ، لك مخبتا ، إليك أوّاها منيبا (٥)».
والشكر مبنىّ على خمس قواعد : خضوع الشاكر للمشكور ، وحبّه له ، واعترافه بنعمته ، والثناء عليه بها ، وألا يستعملها فيما يكره. هذه الخمسة هى أساس الشكر ، وبناؤه عليها. فمتى عدم منها واحدة اختلّت قاعدة من قواعد الشكر. وكلّ من تكلم فى الشكر فكلامه إليها يرجع ، وعليها يدور.
__________________
(١) الآية ٢٢ سورة الانسان.
(٢) الآية ٧ سورة الزمر.
(٣) ورد فى البخارى وغيره من عائشة رضى الله عنها. كما فى رياض الصالحين فى باب المجاهدة.
(٤) رواه أبو داود باسناد صحيح ، كما فى رياض الصالحين فى كتاب فضل الذكر والحث عليه.
(٥) باب الدعوات رقم ١٠٢. وورد أيضا فى مسند أحمد عن ابن عباس كما فى الفتح الكبير.