(ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ)(١) ؛ أى ما جعلتهم ممّن اطّلعوا ببصيرتهم. وقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ)(٢) ، أى ما يغيب عن حواسّ الناس وبصائرهم ، وما يشهدونه بهما.
وشهدت يقال على ضربين : أحدهما جار مجرى العلم ، وبلفظه تقام الشهادة ، يقال : أشهد بكذا. ولا يرضى من الشّاهد أن يقول أعلم ، بل يحتاج أن يقول : أشهد. والثانى يجرى مجرى القسم ، فيقول : أشهد بالله إنّ زيدا منطلق. ومنهم من يقول : إن قال أشهد ولم يقل بالله يكون قسما. ويجرى علمت مجراه فى القسم فيجاب بجواب القسم كقوله :
* ولقد علمت لتأتينّ منيّتى (٣) *
ويقال : شاهد ، وشهيد ، وشهداء. ويقال : شهدت كذا ، أى حضرته ، وشهدت على كذا ، قال تعالى : (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ)(٤).
__________________
(١) الآية ٥١ سورة الكهف.
(٢) الآية ٩ سورة الرعد ، وورد فى مواطن أخرى.
(٣) وعجزه :
* ان المنايا لا تطيش سهامها
وهكذا يروى البيت فى النحو فى مبحث تعليق أفعال القلوب. ويقول العينى فى مختصر شرح الشواهد : «قال لبيد بن عامر ، كذا قالوا ، ولكنى لم أجد فى ديوانه الا الشطر الثانى حيث يقول :
صادفن منها غرة فأصبنه |
|
ان المنايا لا تطيش سهامها |
قاله فى جملة قصيدة طويلة من الكامل فى وصف بقرة صادفتها الذئاب فأصبن ولدها». هذا وقوله : «منيتى» فى الأصلين : «عشية» وهو تحريف. وقول العينى : «لبيد بن عامر» فقد نسبه الى احد اجداده ، وهو لبيد بن ربيعة ، وهو صاحب المعلقة
(٤) الآية ٢٠ سورة فصلت.