شهوده ، واستولت عليه أحكام القلب بأحكام الرّوح ، ظنّ أنّ ما ظهر له فى الخارج. ولا تأخذه فى ذلك لومة لائم ، ولو جاءته كلّ آية فى السماوات والأرض. وذلك عنده بمنزلة من عاين الهلاك ببصره جهرة ، فلو قال له أهل السّماوات والأرض : لم تره ، لم يلتفت إليهم. والّذى يتعيّن وينبغى ألّا يكذّب فيما أخبر به عن رؤيته ، ولكن إنّما رأى صورة معتقده فى ذاته ونفسه لا الحقيقة فى الخارج. هذا أحد الغلطين ، وسببه قوّة ارتباط حاسّة البصر بالقلب ، / فالعين مرآة القلب شديدة الإبصار به. وينضمّ إلى ذلك قوّة الاعتقاد وضعف التمييز ، وعليه حكم الحال على العلم. والغلط الثّانى أنّ الأمر كما اعتقده ، وأنّ ما فى الخارج مطابق لاعتقاده ، فتولّد من هذين الغلطين مثل هذا الكشف والشهود.
وهى عندهم على ثلاث درجات : مشاهدة ، ومشاهدة معاينة تلبس نعوت القدس ، وتخرس ألسنة الإشارات ، ومشاهدة جمع تجذب إلى عين الجمع. وبسط هذا الكلام يأتى فى موضعه إن شاء الله تعالى.