وكأنّهنّ ربابة وكأنّه |
|
يسر يفيض على القداح ويصدع (١) |
أى يفرق ويبيّن بالحكم ، ويخبر بما يجىء. وقال الخليل : يصدع أى يقول بأعلى صوته : هذا قدح فلان. وقال معمر : يصدع ، أى يفرق ، على القداح ، أى بالقداح من قوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) أىّ افرق به بين الحق والباطل. وإن كان (يصدع) للرجل فإنه يقول : فاز قدح فلان. ويقال : صدعت بالحقّ : إذا تكلّمت به جهارا.
وانصدع : انشقّ. ومنه الصديع (٢) للصّبح ؛ لأنّه يصدع اللّيل أى يشقّه. والتّصديع : التّفريق. وتصدّعوا : تفرّقوا. واصّدّع بتشديد الصّاد والدّال ، أى تصدّع. قال تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ)(٣) ، أى يتفرّقون ، ففريق فى الجنّة وفريق فى النّار. والله أعلم.
__________________
(١) الربابة : رقعة تجمع فيها قداح الميسر ، والمراد : القداح. واليسر : صاحب الميسر. والبيت من مرثيته المشهورة. وهى فى المفضليات وديوان الهذليين.
(٢) أ : «الصدع».
(٣) الآية ٤٣ سورة الروم.