ما تعدّونه ضعفا هو ضعف أى نقص ، كقوله تعالى : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ)(١)
وقوله : (فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ)(٢) فإنّهم سألوه أن يعذّبهم عذابا بضلالهم وعذابا بإضلالهم ، كما أشار بقوله : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)(٣).
وقوله : (قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ)(٤) ، أى لكل منهم ضعف ما لكم من العذاب. وقيل : أى لكل منكم ومنهم ضعف ما يرى الآخر فإن من العذاب ظاهرا وباطنا ، وكلّ يدرك من الآخر الظاهر دون الباطن ، فيقدّر أن ليس له العذاب الباطن.
قال المتنبّى فى لفظ الضعف (٥) :
ولست بدون يرتجى الغيث دونه |
|
ولا منتهى الجود الذى خلفه خلف |
ولا واحدا فى ذا الورى من جماعة |
|
ولا البعض من كلّ ولكنّك الضّعف |
ولا الضّعف حتى يتبع الضّعف ضعفه |
|
ولا ضعف ضعف الضّعف بل مثله ألف |
__________________
(١) الآية ٢٧٦ سورة البقرة.
(٢) الآية ٣٨ سورة الأعراف.
(٣) الآية ٢٥ سورة النحل.
(٤) الآية ٣٨ سورة الأعراف.
(٥) من قصيدة يمدح فيها أبا الفرج أحمد بن الحسين القاضى.