رجاء الأجير. فأين رجاء المحبّ من رجاء الأجير؟! بينهما كما بين حاليهما.
وبالجملة فالرّجاء ضرورىّ للسّالك والعارف ، ولو فارقه لحظة لتلف أو كاد ، فإنّه دائر بين ذنب يرجو غفرانه ، وعيب يرجو إصلاحه ، وعمل صالح يرجو قبوله ، واستقامة يرجو حصولها أو دوامها ، وقرب من الله ومنزلة عنده يرجو وصوله إليها. ولا ينفكّ أحد من السّالكين من هذه الأمور أو من بعضها.
والفرق بين الرّجاء والتّمنّى (١) أن التمنى (٢) يكون مع الكسل ، ولا يسلك بصاحبه طرق / الجدّ والاجتهاد ، والرّجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التّوكّل ، ولهذا أجمع العارفون على أنّ الرّجاء لا يصحّ إلّا مع العمل.
والرّجاء ثلاثة أنواع : نوعان محمودان ، ونوع غرور مذموم. فالأولان رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله ، فهو راج لثوابه ، ورجل أذنب ذنبا ثم تاب منه ، فهو راج لمغفرته. والثالث رجل متماد فى التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل ، فهذا هو الغرور والتّمنّي (٣) والرّجاء الكاذب.
__________________
(١) فى الأصلين : «النهى» والتصويب من الرسالة ٨٠.
(٢) فى الأصلين : «النهى».