النور قبضة منه فيرسلها قليلا قليلا / إلى أن يضىء النهار ، فإذا قرب الليل أخذ ملك الظّلمة قبضة منها فيرسلها قليلا قليلا إلى أن يظلم اللّيل. قال تعالى : (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)(١) فى المنّة على العباد بالهداية عند التحيّر فى الفيافى والفلوات ، وفى البحار عند الأمواج المرعبات بالليالى الحالكات ، وكذا قوله تعالى : (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)(٢) وقال تعالى فى تشبيه بحار الكفر والضلالات بالبحار الموّاجة والأمواج المهلكات : (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ)(٣).
والظّلم : وضع الشىء فى غير موضعه المختصّ به ، إمّا بنقصان أو زيادة ، وإمّا بعدول عن وقته أو مكانه. ظلم يظلم ظلما ـ بالفتح ـ ومظلمة ، فهو ظالم وظلوم. [وظلمه](٤) حقّه وتظلّمه إيّاه. وتظلّم : أحال الظلم على نفسه ؛ ومن فلان : شكا من ظلمه.
والظلم يقال فى مجاوزة الحقّ ، ويقال فى الكثير والقليل ، ولهذا يستعمل فى الذنب الكبير والذنب الصّغير. ولذلك قيل لآدم ـ صلوات الله عليه وسلامه ـ فى تعدّيه : ظالم. وفى إبليس : ظالم ، وإن كان بين ظلميهما من البون ما لا يخفى.
__________________
(١) الآية ٦٣ سورة النمل.
(٢) الآية ٦٣ سورة الأنعام.
(٣) الآية ٤٠ سورة النور
(٤) زيادة من القاموس.