الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرّها ، وتارة فى البناء إذا طوّلته ، وتارة فى الذكر إذا نوّهته ، وتارة فى المنزلة إذا شرّفتها ؛ نحو : (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ)(١) ، (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ)(٢) ، (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ)(٣) ، (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ)(٤). وقوله : (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ)(٥) ، [قيل] فيه : رفعه إلى السّماء ، و [قيل](٦) فيه : رفعه من حيث التّشريف. وقوله : (وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)(٧) إشارة إلى المعنيين : إلى اعتلاء مكانها ، وإلى ما خصّ (٨) به من الفضيلة وشرف المنزلة. وقوله : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ)(٩) أى شريفة. وقوله : (أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ)(١٠) أى تشرّف.
والرّقّة كالدّقة ، لكن الدقة يقال اعتبارا بمراعاة جوانبه ، والرّقة اعتبارا بعمقه. فمتى كانت الرّقة فى جسم يضادّها الصفاقة ، نحو : ثوب رقيق وصفيق ، ومتى كانت فى النفس يضادّها الجفوة والقسوة ، نحو : رقيق القلب وقاسى القلب.
والرّقّ : ما يكتب فيه ، شبه كاغد وجلد مدبوغ.
والرّقّ : ملك العبيد. والرّقيق : المملوك منهم ، والجمع أرقّاء. واسترقّه : جعله رقيقا (١١).
__________________
(١) الآيتان ٦٣ ، ٩٣ سورة البقرة
(٢) الآية ١٢٧ سورة البقرة
(٣) الآية ٤ سورة الشرح
(٤) الآية ٣٢ سورة الزخرف
(٥) الآية ١٥٨ سورة النساء
(٦) زيادة يقتضيها السياق. وفى الراغب : «يحتمل رفعه الى السماء ، ورفعه من حيث التشريف»
(٧) الآية ١٨ سورة الغاشية
(٨) كذا فى الأصلين. والمناسب : «خصت» أى السماء
(٩) الآية ٣٤ سورة الواقعة
(١٠) الآية ٣٦ سورة النور
(١١) جاء من مادة الرق فى الكتاب قوله تعالى : (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) فى الآية ٣ سورة الطور.