والرفث : كلام متضمّن لما يستقبح ذكره من ذكر الجماع ودواعيه. وقال ابن عبّاس : ما ووجه به النّساء من ذلك. وجعل كناية عن الجماع فى قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ)(١) تنبيها على جواز دعائهن إلى ذلك ومكالمتهن. وعدّى بإلى لتضمّنه لمعنى الإفضاء.
وقوله : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ)(٢) يحتمل أن يكون نهيا عن تعاطى الجماع ، وأن يكون / نهيا عن الحديث فى ذلك لأنّه من دواعيه ، والأوّل أصحّ (٣). يقال : رفث وأرفث ؛ فرفث فعل ، وأرفث صار ذا رفث ، وهما كالمتلازمين ، ولهذا يستعمل كلّ موضع الآخر.
والرفد : المعونة والعطيّة. والمرفد : ما يجعل فيه (٤) الرّفد من الطعام. رفدته رفدا : أنلته بالرّفد (٥). وأرفدته : جعلت له رفدا يتناوله شيئا فشيئا (٦).
والرّفع : ضدّ الوضع كالتّرفيع والارتفاع (٧). ورفع البعير رفعا ومرفوعا : بالغ فى سيره. ورفعته أنا ، لازم متعدّ. والرّفع يقال تارة فى
__________________
(١) الآية ١٨٧ سورة البقرة
(٢) الآية ١٩٧ سورة البقرة
(٣) فى الراغب بعده : «لما روى عن ابن عباس أنه أنشد فى الطواف :
فهن يمشين بنا هميسا |
|
ان تصدق الطير ننك لميسا |
(٤) فى الراغب بعده : «ولهذا فسر بالقدح» ، وكأن الراغب يريد تفسير المرفد بحسب الاشتقاق الأصلى ، وان كان اختص فى الاستعمال بقدح الشراب.
(٥) كذا فى الأصلين والراغب ، ولا داعى للباء فى (بالرفد) فلعل الأصل : «الرفد» وزيادة الباء من النساخ. الا أن يضمن (أنلته) معنى (أظفرته).
(٦) جاء من مادة الرفد فى الكتاب قوله تعالى : (وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) فى الآية ٩٩ سورة هود
(٧) يقال : ارتفعته. والارتفاع أيضا يكون لازما مطاوع رفعه.