أعماله مناعة منها ، وحصانة تجاهها ، وهناك من يبقى بدون دفاع ، وليس له من دونها قناع ، بل تجعله أعماله أكثر قابلية للتفاعل مع تلك النار ، وبحساسية بالغة أيضا ..
ولأجل ذلك عبر تعالى بكلمة : (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ ..) أي أوجد ما يحجز عنهم ذلك الشر ، ويمنعه من الوصول إليهم. ولم يقل تعالى : إنه قد أزال الشر ، وأبطل وجوده .. كما أنه لم يقل : وقاهم من شر ، لأن هذا التعبير إنما يعني أن الشر آت إليهم ، وهو قد منعه من الوصول إليهم ، وحال بينهم وبينه ..
وذلك يستبطن أمرا باطلا ، وهو : أن ثمة معاص لدى الأبرار ، اقتضت وصول الشر إليهم ، لكن التفضل والعفو الإلهي قد حال دون ذلك ..
مع أن الله تعالى لا يريد ذلك جزما ..
ولذلك قال : (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ) ، دون أن يأتي بكلمة (من) إذ إن أعمالهم لم تتسبب في إثارة الشر. ولم توجد أسباب استطارته ، بل إن ورعهم وتقواهم قد منع من توجهه إليهم من الأساس. فهو لا يصل إلى مكان وجودهم ، ولا يطير إليها. فهم محفوظون منه بأعمالهم ، بل إن أعمالهم هي التي تخمده وتزيله ، وتطفىء ثائرته.
* * *