والزهراء [عليهاالسلام] في هذا الجانب امرأة ، والحسنان [عليهماالسلام] أيضا لم يكونا قد بلغا سن الأقوياء ، فيما يعرفه الناس من ذلك ..
ومشكلة الأسير تبقى محصورة في مدة أسره ، المانع له من بعض ضروب السعي .. وهي مشكلة لها أمد ، ولها مخرج. وسينتهي الأمر به إلى الخروج من هذه الحالة ، والعودة إلى أهله ، وأملاكه ، وإلى الذين لديهم أكثر من دافع لمد يد العون له .. بخلاف المسكين الذي ليس لديه ما ينعش به ، وبخلاف اليتيم الذي لن يجد مثل كفيله الذي فقده كفيلا ، وحاميا ، وراعيا ، وحبيبا ..
ثم إنه ليس في الأسير أية جهة أخرى ـ سوى ما يدّعيه من الحاجة ـ تدعو إلى العطف عليه ، كما كان الحال بالنسبة ليتم اليتيم ..
بل هناك ما يدعو إلى النفور منه ، وإلى حرمانه ، فإنه مجرد أسير ، والأسير في واقع الأمر محارب للإسلام وللمسلمين .. وربما لا يكون قد تخلى عن عدائه لهم ، ولا ذهب حقده عليهم .. بل ربما لا يكون قد تخلى عن كفره ، أو شركه ، أو انحرافه.
وإذا كان قد أسر في ساحة الحرب ، فلعله قد قتل بعض الأحبة ، والأصفياء ، أو شارك في قتلهم ..
ولعل اليتيم الذي جاءهم بالأمس قد فقد كافله ، وحاميه في الحرب التي شارك فيها هذا الأسير نفسه ، أو شارك هو في قتله ، أو في الأجواء التي تمكن القتلة من القيام بجريمتهم ..
أضف إلى جميع ذلك ، أن نهاية هذا الأسير ستكون هي الرجوع إلى قومه ، ولعله يعود معهم إلى حرب الإسلام والمسلمين من جديد ..
وكل هذا الذي ذكرناه ، قد يكون معذرا مقبولا أمام الوجدان ،