الهيئة ، بل قال : إنه بعد نفخه فيه توجد حقيقة الطير بإذن الله.
فإرادة الله سبحانه ، هي سبب وجود حقيقة الطير ، ونفخة النبي عيسى [عليهالسلام] لها أثر في تحريك السبب لإيجاد المسبب.
فالذي تعلق به الخلق والتصوير هو الهيئة المماثلة لهيئة الطير ..
وفي قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) (١).
تحدثت الآيات الشريفة عن انتقال وتطور من حالة إلى حالة ، ومن كيفية وصورة إلى أخرى أرقى منها وأكمل .. أي أنه يبين لنا طريقة الخلق ، لا الإبداع والخروج من العدم ، الذي يقابله البقاء في العدم.
وفي خلاصة توضيحية نقول :
إنه حينما يأتي بكلمة «خلق» فتارة يريد بها الإبداع للشيء من العدم ـ ولكن على هيئة خاصة ـ مثل قوله : (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) (٢).
ومثله ما جاء لبيان مراحل النشوء والتشكلات في نطاق الإبداع الكيفي والإبداع من العدم أيضا ، كآية : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً) (٣) وأمثالها ..
__________________
(١) سورة المؤمنون الآيات ١٢ / ١٦.
(٢) سورة لقمان الآية ٩.
(٣) سورة المؤمنون الآية ١٢.