قولهم لا واصلتك ما لاح نجم لا أقيمن على مودتك ما طلعت شمس.
قال الله تعالى :
(يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) هود : ٢٠.
ويكون المعنى اتصال عذابهم ودوامه ما كانوا أحياء.
مسألة :
وقد سألت المجبرة عن معنى قول الله تعالى (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) وظنوا أن لهم في هذه الآية حجة يتشبثون بها.
والجواب أن ظاهر هذه الآية يقتضي أن المنافقين كانوا بهذه الصفات ومعلوم من حالهم أنهم كانوا بخلافها ولا شيء أدل على فساد التعلق بظاهرها من أن يعلم أن العيان بخلافه فوجب ضرورة صرف الآية عن ظاهرها إلى ما يقتضيه الصواب من تأويلها.
والمراد بها أنهم لما لم ينتفعوا بهذه الحواس والآلات فيما خلقت له وأنعم عليهم بها لأجله صاروا كأنهم قد سلبوها وحرموها وهذا مستعمل في الشاهد يقول أحدنا لغيره وقد بين له الشيء وبالغ في إيضاحه وهو غير متأمل بوروده إنك أصم وأعمى فلا تستطيع كذا تسمع قد ختم (١) على قلبك.
وربما تجاوز ذلك فقال له إنك ميت لا تفهم ولا تعقل قال الله تعالى :
(إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) النمل : ٨٠.
وفي هذا المعنى قال الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي (٢) |
_________________
(١) قد أضفنا ما بين القوسين تصحيحا للتعبير.
(٢) هذا البيت على ما أحفظه لأبي تمام الطائي الشاعر المشهور توفّي سنة ٢٣١ ، وبعد البيت قوله :
ونارا إن نفخت بها أضاءت |
|
ولكن أنت تنفخ في رماد |