تضمنته من الصفات ممن لا ريب في صحيح إيمانهم وعالي نصرتهم وجهادهم من أهل البيت عليهم السلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب ومن الصحابة الأخيار والنجباء الأطهار زيد بن حارثة وخباب وعمار بن ياسر وسعد بن معاذ والمقداد وسلمان وأبو ذر وأبو أيوب الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وابنا سهل وعثمان ومن في طبقتهم من أهل الإيمان رحمة الله عليهم أجمعين.
وأما النور الذي أنزل معه فهو القرآن ولم يسم بذلك لأن فيه أجساما من الضياء لكن لما يتضمنه من الحجج والبيان الذي يستنار به في شريعة الإسلام.
وقد سماه الله تعالى نورا في موضع آخر فقال :
(قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) المائدة : ١٥
وقال أيضا :
(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) المائدة : ٤٦
ولم يرد أن فيها أجساما من الضياء وإنما أراد ما ذكرنا.
فهذا مختصر من الكلام في معاني هذه الآيات والحمد لله الموفق للصواب وصلى الله على خيرته من خلقه محمد رسوله وآله.
ووجدت في بعض الأناجيل مكتوبا :
أن المسيح عليهم السلام قال وحقا أقول لست الشارب مما لفظته الكروم حتى أشرب ذلك غدا في الملكوت.
وفي هذا على النصارى حجتان :
أحدهما أن المسيح عليهم السلام كان لا يشرب الخمر وهو خلاف ما رووه عنه من قوله في لحم الخنزير والخمر :
هذا لحمي فكلوه وهذا دمي فاشربوه.