يعني إسماعيل وعبد الله بن عبد المطلب ولو كان الذبيح إسحاق لما صح هذا الخبر على ظاهره لأنه ليس هو ابنه وهو ابن إسماعيل عليهم السلام.
فصل
جاء في الحديث أن الله تعالى بعث إلى عبد المطلب في منامه ملكا فقال له يا عبد المطلب احفر زمزم قال وما زمزم قال تراث أبيك آدم عليهم السلام وجدك الأقدم عند الفرث والدم عند الغراب الأعصم.
وأن عبد المطلب رأى ذلك في منامه ثلاث ليال متواليات وأصبح اليوم الرابع فقعد عند البيت الحرام فبينا هو قاعد إذا بقرة قد أفلتت من بعض الجزارين في أعلى الأبطح من وثاقها حتى جاءت إلى موضع زمزم فوقفت هناك فجزرت مكانها وسقط غراب أعصم على الفرث والدم.
والأعصم هو الذي إحدى رجليه بيضاء.
فقال عبد المطلب هذا تأويل رؤياي فحفرها في موضعها فصعب عليه الحفر فقال اللهم إن لك على نذرا أن أتقرب ببعض ولدي إن أنبطت لي الماء.
فلما نبع الماء عزم على أن يقرب بعض ولده فجاء بنو مخزوم وسائر قريش فقالوا له أقرع بين ولدك فخرجت القرعة على عبد الله فقال بنو مخزوم له افد ولدك بمالك فأقرع بينه وبين عشرة من الإبل فخرجت القرعة على عبد الله فجعلها عشرين وقرع بينه وبينها فخرجت القرعة على عبد الله فما زال كذلك حتى صارت الإبل مائة.
وفي حديث آخر أنها بلغت ألفا وهي دية الملوك فعند ذلك وقعت القرعة على الإبل فقربها فجعلها هديا.
أخبرني شيخي أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله رضي الله عنه قال أخبرني أبو محمد هارون بن موسى قال أخبرني محمد بن همام عن أبي محمد الحسن بن