بل كيف لا يرضى بعقل أعقل الناس ويؤخذ العلم من أعلم الناس ويقتبس الحكمة من أحكم الناس؟
وما الفرق بينكم في قولكم إن هذه العطايا التي حصلت له إنما كانت فلكية ونجومية وبيننا إذا قلنا إلهية ربانية؟
وبعد فكيف يستجيز من يكون بهذا العقل الكامل والفضل الشامل والورع الظاهر والزهد الباهر والشرف العريق واللسان الصدوق أن يكذب على خالق السماوات والأرضين فيقول للناس أنا رسول رب العالمين ويدعي هذا المقام الجليل ويكون بخلاف ما يقول؟
وكيف تلائم صفاته التي سلمتموها لهذه الحال التي ادعيتموها فدعوا المناقضة والمكابرة وأثبتوا على ما أقررتم به في المناظرة فكلامكم لازم لكم وقولكم حجة لكم عليكم قد أقررتم بالحق وأنتم راغمون والتجأتم إلى ما هربتم منه وأنتم صاغرون.
واعلموا أن من باين المسعود كان منحوسا ومن خالف العاقل العالم كان جاهلا غبيا ومن كذب الصادق كان هو في الحقيقة كاذبا والحمد لله مقيم الحجة على من أنكرها وموضح الحجة لمن آثرها.
فصل مما في التوراة يتضمن البشارة بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم وبأمته المؤمنين
في التوراة مكتوب إذا جاءت الأمة الأخيرة تتبع راكب البعير يسبحون الرب تسبيحا جديدا في الكنائس الجدد فليفرح بنو إسرائيل ويسيروا إلى صهيون ولتطمئن قلوبهم لأن الله اصطفى منهم في الأيام الأخيرة أمما جديدة يسبحون الله بأصوات عالية بأيديهم ذات شفرتين فينتقمون لله من الأمم الكافرة في جميع أقطار الأرض.
فمن ترى راكب البعير غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن الأمم الأخيرة المسبحة تسبيحا جديدا غير أمته؟