نسأل الله حسن التوفيق برحمته وإلا يحرمنا ثواب المجتهدين في طاعته.
قد أثبت لك يا أخي أيدك الله ما سألت واقتصرت وما أطلت.
والذي ذكرت أصل لما تركت والحمد لله وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم.
فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين ص
روى المحدثون وسطر المصنفون أن أبا طالب بن عبد المطلب بن هاشم وامرأته فاطمة بنت أسد بن هاشم رضوان الله عليهما لما كفلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استبشرا بغرته واستبعدا بطلعته واتخذاه ولدا لأنهما لم يكونا رزقا من الولد أحدا.
ثم نشأ عليهم السلام أشرف نشوء وأحسنه وأفضله وأيمنه فرأى فاطمة ورغبتها في طلب الولد وقربانها وقتا بعد وقت فقال لها يا أمه اجعلي قربانك لوجه الله تعالى خالصا ولا تشركي معه أحدا فإنه يرضاه منك ويتقبله ويعطيك طلبتك ويعجله.
فامتثلت فاطمة أمره وقبلت قوله وقربت قربانا مضاعفا وجعلته لله تعالى خالصا وسألته أن يرزقها ولدا صالحا ذكرا.
فأجاب الله عزوجل دعاها وبلغها مناها ورزقها من الأولاد خمسة عقيلا ثم طالبا ثم جعفرا ثم عليا ثم أختهم فاختة المعروفة بأم هاني.
فمما جاء في حديثها (١) قبل أن ترزق أولادها أنها كانت جلست يوما تتحدث مع عجائز العرب والفواطم من قريش منهن فاطمة ابنة عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم جدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبيه وفاطمة ابنة زائدة بن الأصم وهي أم خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة عبد الله رزام وفاطمة
_________________
(١) تجد هذا الحديث في كتاب إثبات الوصية للمسعودي صلى الله عليه وآله وسلم ١ ١ ٤ ، وفي بحار الأنوار ج ٣٥ صلى الله عليه وآله وسلم ٤٠ نقله عن الكراجكيّ في الكنز.