ابنة الحارث بن عكرمة وتمام الفواطم التي انتمى إليهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة أم قصي وهي ابنة نضر.
فإنهن لجلوس إذ أقبل رسول الله بنوره الباهر وسعده الظاهر وقد تبعه بعض الكهان ينظر إليه ويطيل فراسته فيه إلى أن أتى إليهن فسألهن عنه فقلن هذا محمد ذو الشرف الباذخ والفضل الشامخ فأخبرهن الكاهن بما يعلمه من رفيع قدره وبشرهن بما سيكون من مستقبل أمره وأنه سيبعث نبيا وينال منالا عليا وقال إن التي تكفله منكن في صغره سيكفل لها ولدا يكون عنصره من عنصره يختصه بسره وبصحبته ويحبوه بمصادقته وإخوته.
فقالت له فاطمة ابنة أسد رضوان الله عليها :
أنا التي كفلته وأنا زوج عمه الذي يرجوه ويؤمله.
فقال إن كنت صادقة فستلدين غلاما علاما مطواعا لربه هماما اسمه على ثلاثة أحرف يلي هذا النبي في جميع أموره وينصره في قليله وكثيره حتى يكون سيفه على أعدائه وبابه لأوليائه يفرج عن وجهه الكربات ويجلو عنه حندس الظلمات تهاب صولته أطفال المهاد وترتعد من خيفته من (١) الجلال له فضائل شريفة ومناقب معروفة وصلة منيعة ومنزلة رفيعة يهاجر إلى النبي في طاعته ويجاهد بنفسه في نصرته وهو وصيه الدافن له في حجرته.
قالت له أم علي عليهم السلام جعلت أفكر في قول الكاهن فلما كان الليل رأيت في منامي كان جبال الشام قد أقبلت تدب وعليها جلابيب الحديد وهي تصيح من صدورها بصوت مهول فأسرعت نحوها جبال مكة وأجابتها بمثل صياحها وأهول وهي كالشرد (٢) المحمر وأبو قبيس ينتفض كالفرس
_________________
(١) في النسخة (عن) ، وفي اثبات الوصية صلى الله عليه وآله وسلم ١ ١ ٦ : وترعد من خيفته الفرائض ويوم الجلاد.
(٢) هي الناقة التي تعسرت ولادتها فلا يخرج حتّى تموت ، كذا في هامش النسخة ، وفي اثبات الوصية صلى الله عليه وآله وسلم ١ ١ ٧ : وهي كالشرر المجمر. والشرد جمع شارد وهو البعير النافر والمحمر على وزن مكرم الناقة يلتوي في بطنها ولدها.