قال ومن هذا العظيم الشأن؟
قال غلام ليس بدني ولا مدن يخرج من بيت ذي يزن.
قال فهل يدوم سلطانه أو ينقطع؟
قال بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل.
قال وما يوم الفصل؟
قال يسمع منها الأحياء والأموات ويجمع فيه الناس للميقات يكون لمن اتقى الفوز والخيرات.
قال أحق ما تقول يا شق؟
قال إي ورب السماء والأرض وما بينهما من رفع وخفض إن ما أنبأتك لحق ما فيه أمض (١).
دليل في تثبيت الصانع
حكى عن إبراهيم النظام قال :
الدليل على ذلك أنا رأينا أشياء متضادة من شأنها التنافي والتباين والتفاسد مجموعة وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة المجتمعة في كل حيوان وفي أكثر سائر الأجسام فعلمنا أن جامعها أقسرها على الاجتماع.
ولو لا ذلك لتباينت وتفاسدت.
قال ولو جاز أن تجتمع المتضادات المتنافرات وتتقاوم من غير جامع جمعها لجاز أن يجتمع الماء والنار ويتقاوما من ذاتهما بغير جامع مدبر مقيم يقيمهما وهذا محال لا يتوهم
_________________
(١) قال ابن هشام : أمض يعني شكا ، وقال أبو عمرو أمض أي باطل وتجد قصة هذه الرؤيا في سيرة ابن هشام ج ١ صلى الله عليه وآله وسلم ١ ١ = ١ ٣.