الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم أشركوا بالله تعالى فأمر الله سبحانه نبيه أن يوحد الله فيها ويعبده
رسالة للمؤلف
رسالة كتبتها إلى أحد الإخوان وسميتها بالقول المبين عن وجوب مسح الرجلين.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وصلاته على سيدنا محمد رسوله خاتم النبيين وآله الطاهرين.
سألت يا أخي أيدك الله تعالى في أن أورد لك من القول في مسح الرجلين ما يتبين لك به وجوبه وصحة مذهبنا فيه وصوابه وأنا أجيبك إلى ما سألت وأورد مختصرا نطلب ما طلبت بعون الله وتوفيقه.
اعلم أن فرض الرجلين عندنا في الوضوء هو المسح دون الغسل ومن غسل فلم يؤد الفرض وقد وافقنا على ذلك جماعة من الصحابة والتابعين كابن عباس (١) رحمهالله وعكرمة (٢) وأنس وأبي العالية والشعبي وغيرهم.
ودليلنا على أن فرضهما المسح قول الله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) النساء : ٦.
فتضمنت الآية جملتين صرح فيهما بحكمين بدأ في الجملة الأولى بغسل
_________________
(١) هو عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب ، ابن عم النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وحبر الأمة وترجمان القرآن = كما وصفوه = ولد بمكّة قبل الهاجرة بثلاث سنين وتوفي بالطائف سنة ٦٨ ه بعد أن كف بصره ، وينسب له التفسير المطبوع المعروف بتفسير ابن عبّاس ، ولي لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام البصرة وقيل أنّه احتجن ما في بيت المال وهرب به ، وجرت بينه وبين الإمام (عليهم السلام) مراسلات ومكاتبات في شأن ذلك تجدها في العقد الفريد وبعضها في نهج البلاغة ، وهو جد الخلفاء العباسيين.
(٢) هو أبو عبد اللّه عكرمة البربري مولى عبد اللّه بن عبّاس ، حدث عن جماعة من الصحابة ومنهم عبد اللّه بن العباس ، كان يرى رأى الخوارج وهو متهم بالكذب مات (١ ٠٥ / ١ ٠٧ ه).