أن أبا الحسن علي بن ميثم رضي الله عنه دخل على الحسن بن سهل وإلى جانبه ملحد قد عظمه والناس حوله فقال له :
قد رأيت عجبا قال وما هو قال رأيت سفينة تعبر الناس من جانب إلى جانب بغير ملاح ولا ماصر.
قال فقال الملحد إن هذا أصلحك الله لمجنون.
قال وكيف؟
قال لأنه يذكر عن خشب جماد لا حيلة له ولا قوة ولا حياة فيه ولا عقل أنه يعبر الناس ويفعل فعل الإنسان كيف يصح هذا؟
فقال له أبو الحسن فأيما أعجب هذا أو هذا الماء الذي يجري على وجه الأرض يمنة ويسرة بلا روح ولا حيلة ولا قوى وهذا النبات الذي يخرج من الأرض والمطر الذي ينزل من السماء كيف يصح ما تزعمه من أن لا مدبر له كله وأنت تنكر أن تكون سفينة تتحرك بلا مدبر وتعبر الناس بلا ملاح.
قال فبهت الملحد.
فصل أجبت به بعض الإخوان عن ثلاث آيات من القرآن
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الحمد لله الموفق للسداد وصلواته على حججه في العباد مولانا محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين.
هذه ثلاث آيات من القرآن سأل عنها بعض أهل الإيمان أوضحت معانيها وما يتعلق به المخالفون منها وأجبت عن ذلك بما اقتضاه الصواب على سبيل الاختصار دون الإطناب.
_________________
(١) هو عليّ بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم الثمار الكوفيّ صاحب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وتوفّي سنة (١ ٧٩ ه) ، وهو من متكلمي الشيعة البارزين في عصر الرشيد. وله عدة مؤلّفات.
(٢) في النسخة : قد أعظم الناس حوله وصوبناه اعتمادا على النصّ الوارد في الفصول المختارة.