بالكوفة من أصل كتابه وهذا الحديث بلفظه وهو أتم سياقه قال حدثنا الحسن بن علي بن بزيع قال حدثنا مالك بن إبراهيم بن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن رجل من قومه يعني يحيى ابن أم الطويل أنه أخبره عن نوف البكالي قال عرضت لي إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام حاجة فاستبعثت إليه جندب بن زهير والربيع بن خيثم وابن أخيه همام بن عبادة بن خيثم وكان من أصحاب البرانس فأقبلنا معتمدين لقاء أمير المؤمنين عليهم السلام فألفيناه حين خرج يؤم المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر متدينين قد أفاضوا في الأحدوثات تفكها وبعضهم يلهي بعضا فلما أشرف لهم أمير المؤمنين عليهم السلام أسرعوا إليه قياما فسلموا ورد التحية ثم قال من القوم فقالوا أناس من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال لهم حبا
ثم قال يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم شيمة شيعتنا وحلية أحبتنا أهل البيت؟
فأمسك القوم حياء قال نوف فأقبل عليه جندب والربيع فقالا ما سمة شيعتكم وصفتهم يا أمير المؤمنين فتثاقل عن جوابهما فقال اتقيا الله أيها الرجلان وأحسنا (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) النحل ١١٨.
فقال همام بن عبادة وكان عابدا مجتهدا :
أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم وفضلكم تفضيلا إلا أنبأتنا بصفة شيعتكم فقال لا تقسم فسأنبئكم جميعا.
وأخذ بيد همام فدخل المسجد فسبح ركعتين وأوجزهما وأكملهما ثم جلس وأقبل علينا وحف القوم به فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال :
أما بعد فإن الله جل شأنه وتقدست أسماؤه خلق خلقه فألزمهم عبادته وكلفهم طاعته وقسم بينهم معايشهم ووضعهم في الدنيا بحيث وضعهم ووصفهم في الدين بحيث وصفهم وهو في ذلك غني عنهم لا تنفعه طاعة من أطاعه ولا تضره معصية من عصاه منهم لكنه تعالى علم قصورهم عما يصلح