فصل في الوعظ والزهد :
قيل لبعضهم كيف حالك؟
قال كيف حال من يغنى ببقائه ويسقم بسلامته ويؤتى من مأمنه. (١)
وقيل لبعض حكماء العرب
من أنعم الناس عيشا؟
فقال من تحلى بالعفاف ورضي بالكفاف وتجاوز ما يخاف إلى ما لا يخاف.
قيل فمن أعلمهم؟
فقال من صمت فادكر ونظر فاعتبر ووعظ فازدجر.
وروي أن الله تعالى يقول
يا ابن آدم في كل يوم يؤتى رزقك وأنت تحزن وينقص عمرك وأنت لا تحزن تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك.
وقيل أغبط الناس من اقتصد فقنع ومن قنع فك رقبته من عبودية الدنيا وذل المطامع.
وقيل الفقير من طمع والغني من قنع.
وقيل من كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
وقيل لا يزال العبد بخير ما دام له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همه.
ووعظ رجل فقال :
عباد الله الحذر الحذر فو الله لقد ستر حتى كأنه قد غفر ولقد أمهل حتى كأنه قد أهمل (٢).
_________________
(١) هذه الكلمة للإمام عليّ عليه السلام وهي مذكورة في النهج في القسم الثالث رقم ١ ١ ٥.
(٢) هذه الكلمة لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام وهي مذكورة في النهج في الباب الثالث رقم ٢٩.