وقال لا أعلم جارا أبر ولا خليطا أنصف ولا رفيقا أطوع ولا معلما أخضع ولا صاحبا أظهر كفاية وأقل جناية ولا أقل ملالا وإبراما وخلافا وجزافا ولا أقل غيبة ولا أبعد من مرأى ولا أترك لشغب ولا أزهد في جدل ولا أكف عن قتال من كتاب.
ولا أعلم قرينا ولا أحسن موافاة ولا أعجل مكافاة ولا أحضر معرفة ولا أخف مئونة ولا شجرا أطول عمرا ولا أطيب ثمرا ولا أقرب مجتنى ولا أسرع إدراكا ولا أوجد في كل أوان من كتاب (١)
وأنشد بعضهم :
وإذا الهموم تضيقتك ولم تجد |
|
أحدا ومل فؤادك الأصحابا |
فاعمد إلى الكتب التي قد ضمنت |
|
أوراقها الأشعار والآدابا |
فهي التي تنفي الهموم ولم تجد |
|
أحدا له أدب يمل كتابا |
فصل :
حكى شيخنا المفيد رضي الله عنه في بعض كتبه (٢)
قال قد ألزم الفضل بن شاذان رحمهالله فقهاء العامة (٣) قولهم في الميراث أن يكون نصيب بني العم أكثر من نصيب الولد واضطرهم إلى الاعتراف بذلك فقال :
_________________
(١) أحسب أن هذا الفصل في وصف الكتاب هو من إنشاء المؤلّف ، لأنّه بأسلوبه أشبه.
(٢) وهو كتاب الفصول المختارة ج ١ صلى الله عليه وآله وسلم ١ ٢٣ = ١ ٢٤.
(٣) في النسخة : الناحبة والتصحيح مطابق لما في الفصول المختارة. والفضل بن شاذان النيسابوريّ الأزدي المتوفي عام (٢٦٠ ه) وهو من شيوخ الفقه والكلام والآثار الشيعة ، وله مؤلّفات كثيرة أنهاها مترجموه إلى مائة وثمانين كتابا.