بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
|
وبه نستعين فإنه خير معين |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وصلى الله على سيدنا محمد رسوله خاتم النبيين وآله الطاهرين.
مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا
اعلم أيدك الله أن من الملحدة فريقا يثبتون الحوادث ومحدثها ويقولون إنه لا أول لوجودها ولا ابتداء لها.
ويزعمون أن الله سبحانه لم يزل يفعل ولا يزال كذلك وأن أفعاله لا أول لها ولا آخر فقد خالفونا في قولهم إن الأفعال لا أول لها إذ كنا نعتقد أن الله تعالى ابتدأها وأنه موجود قبلها ووافقونا بقولهم لا آخر لها لأنهم وإن ذهبوا إلى بقاء الدنيا على ما هي عليه واستمرار الأفعال فيها وأنه لا آخر لها فإنا نذهب في دوام الأفعال إلى وجه آخر وهو تقضي أمر الدنيا وانتقال الحكم إلى الآخرة واستمرار الأفعال فيها من نعيم الجنة الذي لا ينقطع عن أهلها وعذاب النار الذي لا ينقضي عن المخلدين فيها (١) فأفعال الله عز وجل من هذا الوجه لا آخر لها.
_________________
(١) وذهب الجهم بن صفوان المقتول في تستر في أواخر حكم بني أميّة قتله سالم بن أحوز المازني ، ذهب إلى القول بأن حركات أهل الخلدين (الجنة والنار) تنقطع ، والجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما فيها ، وتلذذ أهل الجنة بنعيمها وتألم أهل النار بجحيمها ، متعللا بأنّه لا يتصور حركات لا تتناهى آخرا كما لا تتصور حركات لا تتناهى أولا ، وحمل ما دل على التخليد في كلام اللّه على المبالغة والتأكيد دون الحقيقة ، ومستشهدا بقوله تعالى (خالدين فيها ما دامت =