ولو قال قائل في ميت إن الله قتله لأعاب العقلاء عليه.
والموت والقتل عرضان وليسا بجسمين.
وقد قال شيخنا المفيد رضي الله عنه (١) :
إن القتل متولد عن الأسباب ومحله محل حياة الأجسام والموت معنى يضاد حياة الفاعل المخلوق ولا يصح حلوله في الأجسام.
قال
وهذا مذهب يختص بي.
والقتل عند جميع أهل العدل من مقدورات العباد والموت لا يقدر عليه أحد إلا الله.
تأويل آية
إن سأل سائل عن قول الله سبحانه
(وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ). (٢) التكوير ٨ ـ ٩.
فقال كيف يصح أن يسأل من لا عقل له وأي فائدة في سؤالها عن ذلك ولا ذنب لها وما الموءودة ومن أي اشتقاق هذه اللفظة؟
جواب
قلنا في قوله تعالى (سُئِلَتْ) وجهان :
_________________
(١) هو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي العكبري البغداديّ ، ولد عام (٣٣٦ أو ٣٣٨ ه وتوفي ٤١ ٣ ه). وهو من أعمدة الشيعة في العلم والكلام والفقه والآثار ، وأكبر شخصية شيعية علمية في القرن الرابع الهجري في الكلام والمناظرة.
وشيعه يوم وفاته ثمانون ألفا. وقال عنه ابن حجر العسقلاني : «برع في العلوم حتّى كان يقال : له على كل إمام منة.
ومؤلّفاته قد تجاوزت المأتي كتاب في مختلف المواضيع العلمية ، ولا يزال بعضها حيا إلى اليوم ، وقد طبع شيء منها.
وقد كتبنا عنه دراسة مسهبة في كتابنا «فلاسفة الشيعة» صلى الله عليه وآله وسلم (٤٥٤ = ٤٦٩) فراجع.
(٢) انظر الكلام على هذه الآية في أمالي المرتضى م ٢ صلى الله عليه وآله وسلم ٢٧٩ = ٢٨٢.