أول لها فإنما المراد به تقدير أوقات دون أن يكون القصد أوقاتا في الحقيقة لأن الأوقات أفعال.
فقد ثبت أن للأفعال أولا فلو قلنا إن بين القديم وأول الأفعال أوقاتا في الحقيقة لناقضناه ودخلنا في مذهب خصمنا نعوذ بالله من القول بهذا.
جواب آخر عن هذه الشبهة
وقد قال بعض أهل العلم إنه لا ينبغي أن نقول بين القديم وبين المحدث لأن هذه اللفظة إنما تقع بين شيئين محدودين والقديم لا أول له.
والواجب أن نقول إن وجود القديم لم يكن عن عدم.
ونقول إنه لو أمكن وجود حوادث بلا نهاية ولم يتناقض ذلك لأمكن أن يفعلها حادثا قبل حادث لا إلى أول فيكون قد وجدت حوادث بلا نهاية.
ولسنا نريد بذلك أنه كان قبل أن فعل مدة يزيد امتدادها لأن هذا هو الحدوث والتجدد وهو معنى الزمان والحركة.
فإن قال قائل إنه لا يثبت في الأوهام إلا هذا الامتداد.
قيل له ليس يجب إذا ثبت في الوهم أن يكون صحيحا.
أليس عندكم أنه ليس خارج العالم خلاء وذلك غير متوهم.
ثم يقال لهم أيثبت في الوهم ذلك مع فرضكم نفي الحركات والتغييرات أم مع فرضكم إثبات ذلك.
فإن قالوا مع فرضنا إثبات ذلك قيل لهم فيجب مع نفي ذلك أن لا يثبت هذا التوهم.
وإن قالوا يثبت هذا التوهم مع فرضنا نفي ذلك.
قيل لهم فقد ثبت في التوهم النقيضان لأن هذا التوهم هو أن ينتقل ويمتد.
قال ثم يقال أرأيتم لو قال لكم قائل ليس يثبت في ذهني موجود ليس في